تعــــريف :السيدا أو الإيدز باللغة الإنجليزية Acquired Immuno Deficiency Syndromeو معناه فقدان المناعة المكتسب و هذا يعني أن المرض طرأ على الجسم بسبب عوامل اكتسبها من البيئة و ليس مرضا موروثا و هذا بسبب فيروس دخل للجسم فأفقده قدرته على محاربة العدوى و عليه فإن المصابين به يصبحون أكثر تعرضا للأمراض المعدية حتى البسيطة منها و حتى الخطيرة مثل بعض أنواع لسرطانات و نتائج هذا المرض إلى حد الآن تؤكد أن المصاب به سيموت حتما و قد يعرض غيره للموت لعدم وجود مصل أو دواء للحماية منه .
تاريخ المرض :الانتشار الوبائي للسيدا الذي نعرفه اليوم هو في الحقيقة موجود منذ سنوات السبعينيات حيث بدأ في صحراء أفريقيا , أمريكا الشمالية و أوروبا الشرقية و في استراليا و نيوزيلندا و انتشر بسرعة في جميع أنحاء العالم حيث مس آسيا الجنوبية و الغربية و الغربية الجنوبية و أفريقيا الشمالية في نهاية 1980 .
أما آسيا الوسطى و أوروبا لم يظهر بهما هذا المرض إلا في سنة 1990 .
أما أول مقال طبي يصرح بوجود مرض خطير و مميت و ليس له علاج و لا حتى اسم آنذاك كان في عام 1981 في الولايات المتحدة الأمريكية و منذ ذلك الوقت و في سباق مع الزمن و المرض و بعد عشر سنوات من المجهودات الجبارة و البحوث المعمقة تم تقريبا معرفة جميع كل ما يتعلق بهذا الوباء الخطير ولكن المؤسف حقا هو أن الشيء الوحيد الذي لم يكتشف هو كيفية علاجه .
فيروس السيدا :في سنة 1983 تم اكتشافه و عزله و القيام بدراسته و التعمق في جميع تفاصيله و هذا كان من قبل فريق ليك مونتانيي Luc Montagnier بمعهد باستور بباريس و بعد ذلك تم تسميته HIV من قبل باحثين أمريكيين .
هذا الفيروس يقتحم الجسم فيهاجم مباشرة الخلايا اللمفاوية المسؤولة عن المناعة عند الإنسان و انتقال هذا الفيروس لا يكون عن طرق معدية كالسعال و التنفس و غيرها و هذا يجعلنا نؤكد على تسمية السيدا بالمرض المنتقل
Maladie transmissible و ليس المرض المعدي Maladie contagieuse.
طـــــــرق انتقــــــــــال السيدا :
خلافا لعدم معرفة كيفية معالجة هذا المرض الخطير فإن الدراسات و البحوث أكدت على طرق انتقال هذا الفيروس من شخص لآخر و هذا مهم للحد من انتشاره لهذا يجب علينا أن نعرف ما هي أهم طرق انتقاله و هي كالتالي :
· نقل دم المصاب أو أحد مكوناته مثل البلازما إلى شخص سليم
· استعمال حقنة سبق أن استخدمها شخص مصاب
· الاتصال الجنسي مع شخص مصاب
· ملامسة دم المريض لأي خدش أو جرح في جلد شخص سليم
· تبادل استخدام الأدوات الشخصية التي يحتمل أن تتلوث بدم الشخص المصاب مثل فرشاة الأسنان أو شفرات الحلاقة
· من الأم إلى الجنين
ما الفرق بين حامل الفيروس و المصاب بالسيدا ؟
1 – حامل الفيروس ( Seropositif ) :
هو الشخص الذي يتواجد في جسمه فيروس السيدا و لكن لا تظهر عليه علامات المرض وهذه الحالة ممكن أن تدوم طويلا حتى تصل إلى عشر سنوات أو أكثر و هو لا يشكل خطرا على الآخرين عند الالتزام بجميع الإحتياطات الموصى بها . و لقد بلغ عدد هؤلاء بالجزائر منذ سنة 1985 إلى غاية 30 جوان 2001 , 1100 حالة و إنه لا يمكن معرفة هؤلاء الأشخاص إلا بعد إجراء الفحص الخاص بالسيدا .
2 – أما المصاب بمرض السيدا : هو الإنسان الذي وصل إلى آخر مرحلة المرض التي تتميز بانخفاض قدرة الجهاز المناعي على مجابهة الأمراض و الجراثيم المختلفة .
و عدد هؤلاء وصل منذ سنة 1985 إلى غاية 30 جوان 2001 إلى 501 حالة .
علامات المرض :
لقد سبق و أن عرفنا بأن هذا الفيروس يصيب الجهاز المناعي عند الإنسان وهذا ينتج عنه أن الجسم يصبح غير قادر على مقاومة مهاجميه من ميكروبات و فيروسات حتى البسيطة منها التي كان يتحداها بسهولة وبهذا تظهر بعض الأمراض المعروفة على كافة الأجهزة بالجسم فإنها تصيب الجهاز التنفسي , الهضمي , الدماغ و غيرها و من أهم العلامات الخاصة تقريبا بهذا المرض هو ظهور علامات جلدية و خاصة بعض السرطانات و خاصة سرطان كبوصي
( Sarcome de Kaposi ) و هو عبارة عن بقع جلدية سمراء مز رقة تظهر على كامل الجلد و حتى في داخل الجسم .
الوقاية من السيدا :
لأننا نعلم جيدا أن هذا المرض خطير و قاتل و لأننا نعلم أنه لا يوجد له دواء ولأننا نعلم أيضا أن الوقاية خير من العلاج في جميع الأحوال فما بالك في حال خطير كهذا فإنه علينا أن نتعلم و نعلم جميع من يهمنا أمرهم بكيفية الوقاية من هذا المرض :
· التوعية الصحية الإعلامية بطبيعة المرض و طرق انتشاره و كيفية الوقاية منه و أخطار العلاقات الجنسية غير المشروعة و مضار الإدمان و استخدام الحقن المستعملة و غير المعقمة
· الامتناع عن العلاقات الجنسية غير المشروعة
· فحص المقبلين على الزواج
· الابتعاد عن المخدرات بكل أشكالها و أنواعها و عدم تبادل الحقن و الإبر مع الغير
· عدم استعمال أدوات الغير كشفرات الحلاقة و فرشاة الأسنان ...
· تجنب نقل الدم غير المفحوص مع ضرورة فحصه قبل التبرع به
· تقديم العلاج و الرعاية الصحية للمريض بهذا الداء
· فحص الوافدين و إلزامهم بتقديم شهادة بسلامتهم من السيدا
· إجراء فحص شامل لكل الفئات التي يحتمل إصابتها بهذا الفيروس
· يجب على الأمهات المصابات بالمرض أو الحاملات لفيروس العوز المناعي البشري المكتسب أن يتوقفن عن الإنجاب حتى لا ينجبن جيلا مريضا بهذا الداء المميت
آخر المعلومات عن السيدا :
بالنسبة للعلاج :
هناك عقار يستعمل في السنوات الأخيرة يقوم بكبح نشاط فيروس HIV حيث يقلل من سرعة انتشاره في الجسم
و بهذا يتأخر ظهور الأمراض لمدة أطول و لكن المؤسف في الأمر أن هذا الدواء باهض الثمن .
بالنسبة للقاح : هناك بحوث و دراسات عديدة تجري و مبشرة بوجود لقاح ضد هذا المرض في السنوات القادمة
بالنسبة للإحصائيات الأخيرة في سنة 2004 :
· فإنها تؤكد بوصول عدد المصابين بداء السيدا إلى 000 . 000 . 45 شخص منها 000 . 000 . 26 مصاب بأفريقيا لوحدها .
· حددت نسبة الذين يصابون بالسيدا في العام ب : 000 . 000 . 5 شخص يموت منهم 000 . 000 .3
· و قدر عدد الأطفال الذين يموتون به في العالم حسب منظمة اليونيسيف ب : 000 . 00 . 14 طفل .
للإمانة هذا البحث منجز من طرف موظفوا وحدة الكشف و المتابعة بـ امجدل ولاية المسيلة الجزائر
تحياتي اختكم في الله ملاك من الجزائر